جاري تحميل ... شبوة نيوز | اخبار شبوة

شبوة نيوز |  اخبار شبوة

شبوة نيوز | موقع إخباري شبابي مستقل يهتم بنقل الأخبار، ويعتني بشكل خاص بالأحداث والتطورات الجارية بمحافظة شبوة .. المصداقية والحيادية في نقل الخبر

إعلان الرئيسية

المشاركات الشائعة

آخر الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

قصص

قصة قصيرة لـ د/مسعد أحمد مسرور. « الأميرة المتطوعة »

وقع لاميرة حادث مروع اصابها بجروح متعددة في رأسها وتم تحويلها إلى مستشفى في المكلا لمعالجتها . انطلقت بها السيارة صباحا واختارت هي مقعدا بجانب باب السيارة الزجاجي ،كانت ترتدي من الملابس معطفا كحليا على ثوب خفيف محكم النسيج، ومن أحدث طراز ، وتدير على رأسها وعنقها وشاحا ازرق اللون تتقي به برد الصباح ومن خارج الوشاح، بدت خصلات من شعرها الاسود الفاحم الناعم الحريري تتدلى على جبينها المتألق ... واخذت العينان الحوراء الواسعتان تتطلعان إلى الطريق في بريق يتوهج لحظات ثم ينطفيء في أسى عندما تتذكر أنها يتيمة لقد توفى والدها العزيز المغفور له منذ فترة زمنية ولم يخلف لها والدها اخوة هي وحيدته فقط وهذا يحزنها كثيرا  ان لا أخوة لها يعينونها عند شدائد أمور الحياة المتقلبة. وصلت السيارة إلى ضواحي مدينة المكلا تلك المدينة الحالمة الجميلة، ورأت أميرة البحر الازرق يمتد أمامها إلى ما لا نهاية كانت تنظر إليه بفرح وابتهاج طفولي فهي تحب البحر كثيرا وتتمنى لو تسبح فيه الان تسبح بين مياهه المتدفقة وامواجه المتلاطمة . افاقت أميرة من تاملاتها حين وقفت السيارة في باحة المستشفى المطلي باللون الأزرق والمطل على بحر العرب الازرق الرائع . نزلت أميرة من السيارة وتطلعت إلى السماء، هناك سحب رمادية كثيفة تحجب الشمس، والجو معتدل جميل ، ودخلت بوابة المستشفى الكبيرة وتوجهت إلى غرفة الطواري ومنها الى قسم الجراحة للترقيد ، وفي غرفة الترقيد امتدت على السرير الابيض اللون وشعرت بالأمان والاطمئنان من الخوف والذكريات الحزينة التي داهمتها أثناء قطع السيارة للطريق إلى المكلا . وفي الغرفة جاء إليها الطبيب والممرضين المرافقين له وقدموا لها العلاج من تضميد لجروح رأسها وكذلك صرف أدوية لها تعجل بشفائها، وعند خروج الطبيب تمددت على سريرها شبه مخدرة وكانت الرياح تأتي من البحر عاصفة باردة لها هياج ودوي تشعر لسماع ذلك بالبهجة والانشراح

قبل مجيئها إلى المكلا كانت الألام  تناوشها من أثر جروح رأسها وصداع حاد جدا يحتل رأسها كله وجفاف في حلقها ومرارة شديدة تنتابها بين حين وآخر اما الان فقد زالت كل تلك الأعراض المرضية . كانت غرف المستشفى مزدحمة بالمرضى في هذا المساء وحجرتها التي ترقد فيها ملأتها رائحة العقاقير ورائحة الديتول النفاثة بينما الذكريات القديمة تحاصرها وتضغط عليها إلا أن الأميرة المتطوعة المكافحة لديها الأمل أمامها ممتد مثل البحر إلى ما لا نهاية لقد شقت طريقها في الصخر الصلب بكل جدارة وإرادة حديدية فولاذية ووقفت شامخة شموخ جبال قريتها في وجه متاعب الحياة وأمام غاديات الزمن واغراء الرجال الذئاب وقفت شامخة في وجه الزمن يداعب خصلات شعرها الاسود الناعم النسيم العليل ، افاقت من ذكرياتها ونظرت إلى المرضى المرقدين معها في الغرفة الواسعة وتارة تنظر إلى المرافقات الجالسات ولكنها متحفظة لا تتكلم معهم بل سابحة في ذكرياتها الممتدة في الزمن الماضي وبينما هي على هذا الحال سمعت صارخا عاليا مدويا انه صراخ امرأة في الغرفة المجاورة كانت صرخاتها عالية متقطعة متألمة ، ولأن أميرة قد حصلت على عدة دورات مهنية في مجال التمريض والولادة والاسعافات الأولية أدركت بما لا يدع مجالا للشك  ان هذه الصرخات العالية لأمرأة  تعاني من وجع المخاض أو الولادة وغادرت سريرها بنشاط مسرعة متوجهة إلى الغرفة المجاورة ، وشاهدت المرأة الحامل ترتعش وتصرخ وقد كسى وجهها تعابيرمن الحزن والألم، لقد كانت خائفة ترتعد والطبيب يتحدث إليها قائلا لها : العملية الجراحية القيصرية ليست خطيرة ساعة من الزمن فقط وينتهي كل شي وتزول كل هذه الاوجاع . ان هذا الطبيب هو نفسه الذي عالجها وأشرف على شفائها السريع ، نظر الطبيب إليها وهي واقفة امامه تريد التحدث معه قالت أميرة: فضلا يادكتور وليس آمرا هل تسمح لي لتوليد هذه المرأة الحامل المتعسرة الولادة ؟ تعجب الطبيب من طلبها الغريب  وسألها هل لديك خبرة في هذا المجال أيتها الأميرة النجيبة؟ ردت عليه بنعم وتحدثت معه عن خبراتها المتراكمة في هذا المجال وكم من النساء قد اشرفت على توليدهن طبيعيا من خلال انا ملها الرقيقة المبروكة وكل ذلك بالتوفيق من الله.  ابتسمت المرأة الحامل لكلأم اميرة وحماسها لعملها وتنفست الصعداء، وماهي إلا دقائق ولحظات واذا المرأة الحامل تضع طفلة جميلة بيضاء اللون ، وفجأة تحول الألم بعد الوضع إلى ابتسامة جميلة على محيا المرأة وهي تشاهد مولودها الجديد،  وخلعت خاتمها الذهبي ومدت يدها تقدمه هدية لاميرة الحسن والجمال والخلاق الرائعة ولكن أميرة اسم على مسمى قد  رفضت هذه الهدية المغرية وقالت للمرأة مبارك عليك المولودة ولاشكر على واجب ولاهدية على واجب أقوم به، هدفي الأول والأخير إرضاء الله واسعاد الناس ، كان الطبيب يسمع الحديث المتبادل بين المرأة واميرة    وهو مبتسما ابتسامة الانتصار والنجاح ، بينما المرأة تدعو لاميرة بالتوفيق والنجاح في عملها المستقبلي وتدعو لها رب العالمين ان يوفقها باامير عريس وسيم يحبها ويسعدها لانها لازالت عازبة غير متزوجة ، وابتسمت أميرة لدعاء المرأة الذي خرج من اعماق قلبها وقالت أميرة امين يارب  العالمين  من فمك إلى رب السماء يا اختي كم انا محتاجة لمثل هذا الدعاء الذي لا يقدر بثمن معين .

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

شبوة نيوز | موقع إخباري شبابي مستقل يهتم بنقل الأخبار، ويُعتنّي بشكل خاص بالأحداث والتطورات الجارية بمحافظة شبوة .. المصداقية والحيادية في نقل الخبر ,