مطالب موسكو ورفض الناتو وغزو كيّيف
"قراءة خبرية سريعة" .إبراهيم بن صالح مجور
وقف الأنشطة العسكرية لدول حلف الناتو في منطقة شرق أوروبا، سحب الأسلحة النووية الأمريكية من دول الاتحاد الأوروبي، تفكيك قواعد الصواريخ البالستية للاتحاد والولايات في الدول المحاذية لروسيا، ووقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا.. هذهِ أبرز مطالب الكرملين الروسي؛ لحلف الناتو الأوروبي والبيت الأبيض الأمريكي في ديسمبر 2021م، لإعادة العلاقات والتوصل لحلّ سياسي استقرار الأمن القومي في المنطقة.
لمّ ينتهِ أسبوع على إعلان المطالب الروسية بشكلٍ رسمي؛ إلّا وقد صرح البيت الأبيض والناتو برفضهما التام -دون تفكير؛ ومناقشة- وقتها؛ عززت موسكو تواجدها العسكري على حدودها الغربية معَ أوكرانيا الممتدة على طول 1700 كلم، ووزارة الخارجية الروسية تصرح بأنَّ: "موسكو أصبح لها الحق في اختيار الطريقة المناسبة لحماية أمنها واستقرارها"، ولاحقًا بوتين صرَح بأنهُ "لن ينسحب من آي مواجهة معَ أمريكا؛ بخصوص أوكرانيا، وسيجبر على القيام برد فعل قاسي" وأمريكا "تعبر عن قلقها؛ من نشر موسكو أسلحة نووية في بيلاروسيا".
فَأزدادت حدة التوترات بين موسكو وكيّيف؛ فالأولى تُعزز ترسانتها المسلحة الحدودية بتمركز 130 ألف جندي ونشر 500 طائرة مقاتلة و40 سفينة قتالية وعشرات الآلاف من الآليات العسكرية البرية، والأخرى تتحصن بـ100 ألف جندي وبتدريبات عسكرية مكثفة في أراضيها، وتطالب بدعم لوجستي إضافي من ألمانيا وإسرائيل ولكنهما يرفضان ذلك -لمصالحهما المشتركة معَ موسكو- وتستقبل الدعم الأمريكي والبريطاني والتركي، لا سيما أن فرنسا وأسبانيا ورومانيا وبولندا والدول الإسكندنافية -النرويج والسويد والدنمارك- عززت انتشارها ووجودها ببلدان ومناطق مجاورة لأوكرانيا للحفاظ على أمن واستقرار دول الاتحاد الأوروبي من آي تبعيات حول الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا.
ومؤخرًا.. شهدنا جهود دبلوماسية مكثّفة؛ تسعى جاهدة للتوصل لاتفاق سياسي يضمن الحفاظ على استقرار المنطقة، وضغوط أمريكية بفرض عقوبات اقتصادية متمثلة بفصل نظام SWIFT البنكي عن روسيا؛ وهالعقوبة لا تثمل خطرًا لدى موسكو لأن لديها نظام SPFS البديل عنه، بل ستعرض بنوك سويسرا لخسائر بسبب القروض الآجلة معَ روسيا، وألمانيا ودول أوروبا الوسطى تخشى فصل الغاز الروسي عنها، والناتو يحاول إحياء مشروع الغاز الجزائري عبر إسبانيا.
وبظل العقوبات الملوِّحٌ بها من واشنطن والناتو.. فلاديمير بوتين متمسك بالمطالب الأمنية الروسية، ويصرح بأنهُ "لا يريد حربًا في أوروبا" ولكن يُشيّر بأنَّ "هناك انتهاكات منهجية أوكرانية على المواطنين الروس" حيث يمثلون الروس نسبة 20% من سكان أوكرانيا - آي 8.9 مليون نسمة.
ولحد اللحظة.. لا توجد آي نتائج إيجابية؛ أو نقاط جدوى مهمة تُشير لِذَلك، والتداعيات المُحتملة للغزو؛ لا تزال حاضرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق